مضيِّعات الوقت.. كيف تتعامل معها؟
9/28/2012 11:40:14 PM
fiogf49gjkf0d
مضيِّعات الوقت.. كيف تتعامل معها؟
إضاعة الوقت.. عادة خطأ وشائعة.. مع أنه لا يخلو أي وقت من نفع للمرء حتى لو كان سيذهب للاسترخاء..
فكيف يمكننا التنظيم السليم للوقت؟ وإلام يهدف هذا التنظيم؟
ثم كيف نتعامل مع مضيعات الوقت أصلاً؟
يجيبنا عن هذه الأسئلة الخبير التربوي والباحث الاجتماعي الدكتور"صلاح الدين محمود" من خلال هذا الحوار..
قد لا يمر يوم إلا ويشعر أشخاص كثيرون بأن معظم أوقات يومهم قد ذهبت سدى، أو لم تحقق فائدة ذات قيمة.. فما مضيِّعات الوقت هذه؟
- مضيعات الوقت هي العوامل التي تحول دون أداء الأعمال المهمة ذات القيمة العالية.. وهي الأعمال التي تستهلك كمية كبيرة من الوقت لا تتناسب مع القيمة الناتجة عنها، ثم هي كذلك الأعمال التي تشغلنا كثيراً وإن كانت تسهم إسهاماً محدوداً في تحقيق أهدافنا..
وتنقسم مضيعات الوقت إلى قسمين:
- مضيعات الوقت الذاتية: كالافتقار إلى التخطيط والافتقار إلى التفويض، وكذلك الفوضى والتأجيل وعدم القدرة على الرفض وفقدان الرغبة والملل والدردشة والثرثرة والرغبة الزائدة في المثالية وحب الجدال والمناقشة.
- مضيعات الوقت البيئية: كالزوار والمكالمات الهاتفية والاجتماعات والطوارئ والمشكلات والتعامل مع الأوراق، والقراءة والكتابة في غير مفيد، والروتين والتعقيدات الإدارية، والمذكرات والتقارير.
إذن كيف نتعامل مع مضيعات الوقت هذه؟!
ـ للإجابة عن هذا التساؤل لابد من تناول المعوقات السابقة "واحدة واحدة" لبيان كيف نتعامل مع كل منها..
الزوار والمقاطعون: يُشكلون معظم أسباب المقاطعات أثناء إنجاز الأنشطة المهمة، ذلك أن الاستمتاع والإفراط في المشاركة الاجتماعية، إضافة إلى الفراغ ومحاولة التسلية يدفع الكثيرين إلى زيارتك و"سرقة وقتك".. إنك تساعدهم كثيراً؛ لأنك لا تستطيع منعهم من سرقة وقتك.. فالتحكم في الوقت الضائع مع الزوار يحتاج إلى كثير من اللباقة.. وبالطبع هناك زوار مهمون.. إنهم ليسوا من مضيعي الوقت.. إنهم مفيدون جداً وسوف يساعدونك على إنجاز مهامك.. استقْبِلهم ورحِّب بهم واقضِ معهم وقتاً مفيداً..
لكن في أوقات انشغالك وتركيزك امنع الزيارة.. أغلق عليك الباب..لا تستثن أحداً.. حدِّد مواعيد لزيارتك.
المكالمات الهاتفية: من أكبر مضيعات الوقت.. إنها تلتهم الوقت التهاماً.. وبرغم ذلك فأنت لا تستطيع التخلص منها ولكن يمكنك السيطرة عليها..
وفي أوقات انشغالك أو تركيزك لا تستثن أحداً.. امنع المكالمات مطلقاً..
لا تتصل بأحد إلا عند الضرورة.. خطط جيداً لما تريد أن تقوله.. اجمع كل مكالماتك قدر المستطاع في وقت واحد.. اجعل مكالماتك قصيرة.. انْهِ المكالمة بمجرد تحقق الهدف منها..
كما أنه يمكنك الاستفادة من وقت المكالمات الهاتفية في عمل أي شيء مفيد لا يحتاج إلى تركيز وأنت تتكلم.
الانتظار: نحن نقضي وقتاً طويلاً في الانتظار.. مثل: انتظار وسائل المواصلات، انتهاء شخص من عمل ما وغير ذلك.. فمن الممكن الاستفادة من وقت الانتظار لتضيف إلى يومك ساعات عدة! فلا ينبغي أن يصبح وقت الانتظار ضائعاً.. مثلاً: لا تقضِ وقتاً طويلاً في انتظار موعد، وذلك بأن تتأكد من الموعد والمكان.. وإذا حضرت في الموعد فانتظر قليلاً، وإذا لم يأت من تنتظره اترك له ورقة وانصرف..
احتفظ دائماً في جيبك أو حقيبتك أو سيارتك بعدد من الأشياء الآتية:
* مصحف لتقرأ أو تحفظ.
* كتاب مفيد للتزود من الثقافة.
* جريدة أو مجلة للتعرف على العالم من حولك.
* ورقة وقلم لتكتب خططك أو أفكارك أو رسائلك.
* مسجل وشريط لتستمع إلى محاضرة مفيدة.
* ملف خاص للمهام الصغيرة.. لتقوم بإنجازها.
الطوارئ والمشكلات: وتضاف إلى مضيعات الوقت إذا لم تحسن التعامل معها؛ فالطوارئ لا يمكن تجنبها كلية، إذ أن هناك أمور غير متوقعة ولابد من التعامل معها في حينها.
فقدان الرغبة والملل: إذا كان الشعور بالملل هو الذي يضيع وقتك انظر في الأمر:
ـ ما أسباب الملل؟ هل يمكن أن تجعل عملك أكثر إثارة وبهجة؟
- أعد ترتيب عملك أو أضف إليه شيئا جديدا.
- أحدث تغييرا في عملك: في المكان، في طبيعة العمل.. إلخ.
- خذ وقتا للراحة والاسترخاء والتنزه والاستمتاع.
- ناقش أسباب الملل مع من تثق بمشورتهم.
التعامل مع الأوراق: تعتبر هذه من أكثر الأمور إضاعة للوقت.. وخاصة إذا لم تُحسن التعامل معها!!
فعندما تتلقى ورقة اقرأها قراءة سريعة واسأل نفسك: هل أحتاج هذه الورقة؟ احتفظ بما تحتاج إليه في ملفات منظمة واجعل الملفات في متناول يدك، واستخدم سلة المهملات للتخلص من كل ما هو غير ضروري.. فلا تحتفظ بورقة لا تحتاجها، ولا تتخلص من الأوراق غير المهمة بوضعها في الأدراج، وعند الكتابة تعلم الكتابة السريعة.
كيف نخطط للوقت تخطيطاً جيداً؟!
ـ نقطة البداية هي أن تقوم بإنجاز أعمالك بشكل جيد وفي موعدها.. لكن عند حدوث مشكلة هنا بيت القصيد..
ـ عند حدوث مشكلة.. لا تنزعج! خذ نفسا عميقا.. حافظ على هدوئك.. استرخ لدقائق.. وفكر جيدا.. اسأل نفسك: هل كانت المشكلة متوقعة؟ وما أسبابها؟ وهل أعددت لها بدائل؟
طبِّق أفضل البدائل.. وإذا لم تكن هناك بدائل.. فكِّر بالطريقة نفسها في أسباب المشكلة وبدائل العلاج، وإذا كنت أنت السبب فلا تندب حظك وإذا كان غيرك السبب فلا تلمه بشدة.
- تعامل مع الوقت بطريقة منطقية متسلسلة.. لا تحدث طارئا جديدا، وأنت تحاول معالجة الطارئ الأول.
- تحمَّل النتيجة في كل الأحوال.
أخيرا: لا تنس أن تُضَمِّن دعاءك قول: "اللهم بارك لنا في أوقاتنا، واحفظها من الضياع".
من موقع آسية للكاتبة أحلام علي