fiogf49gjkf0d
يقول زهير بن أبي سلمى :
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبقى إلا صورة اللحم والدم
كان ولا يزال اللسان هو آية عقل المرء فاتفق القدماء والمعاصرين على انه المقياس الذي يبن عن مغاليق المرء إذ قال الحكماء " المرء صندوق مغلق حتى يتحدث ،فإذا تحدث أفصح عما بداخله " .
وهذا اللسان الذي صوره زهير بن أبي سلمى أنه يشكل نصف المرء فإنه قد يكون جناية على صاحبه وكما قيل " البلاء موكل بالمنطق " وشريعتنا ذكرت أن المرء قد ينزلق إلى المهالك في دنياه وأخراه بسبب هذا اللسان !
فاجتمعت الفطرة والحكمة وفوقها الشريعة تحث على صون هذا اللسان أن يخوض في أعراض الناس ونهته أن ينطق بفحش أو سوء !!
إننا إذ نسلم بهذا ونعده من مكارم الأخلاق والعلو وطيب المعدن فمن باب أولى أن نعتني باللسان الآخر الذي لا يقل أهمية عن اللسان الذي نتحدث به للآخرين ..
أعني اللسان الذي نتحدث به للذات ، لأنفسنا ..!
ذلك اللسان القريب من الروح البعيد عن أعين الرقباء !
لسان جدير بنا أن نسمو به ، ونروح عن النفس به .. وذلك بالحديث عن الأمل ، الإيجابية ، المستقبل المشرق !!
فإن النفس تتوق لمن يروح عنها ويشد أزرها ، وليس ثمة أحد قادر على أن يفعل كل ذلك سوى حديث اللسان الذاتي !
وإذا أرتقينا بما يقوله اللسان الداخلي فحتما سيقول اللسان الظاهر كل جميل ، فما اللسان الخارجي سوى مرآة للسان الروح الذي يتوارى خلف جوانح الجسم !!
فليكن حديثنا لأنفسنا عذبا ، ليعتاده اللسان وتقوى به النفس فتولد العزيمة والإصرار .
وإلا فإن النفس ستبقى مهشمة إذا جلدها لسانها الداخلي وليس ثم عزيمة !
دامت ألسنتكم تنطق بالشهد ، والبيان ، والسحر الحلال !